القراآت:
كان أبو عمرو
يستحب الوقف على قوله (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ) وإذا وصل كان له وجهان من القراءة: أحدهما التنوين
وكسره ، والثاني حذف التنوين كقراءة عزيز بن الله لاجتماع الساكنين ، وكل صواب
وكفؤا بالسكون والهمزة: حمزة وخلف وعباس والمفضل وإسماعيل ورويس عن يعقوب. وكان
حمزة يقف ساكنة الفاء ملينة الهمزة ويجعلها شبه الواو اتباعا للمصحف. وقرأ حفص غير
الخراز مثقلا غير مهموز. الباقون: مثقلا مهموزا.
الوقوف:
(أَحَدٌ) ه ج لاحتمال أن ما بعدها جملة أخرى أو خبران آخران (الصَّمَدُ) ه ج لمثل ذلك (وَلَمْ يُولَدْ) لا (أَحَدٌ) ه.
التفسير:
قد وردت
الأخبار الكثيرة بفضل سورة الإخلاص وأنها تعدل ثلث القرآن فاستنبط العلماء لذلك
وجها مناسبا وهو أن القرآن مع غزارة فوائده اشتمل على ثلاثة معان فقط: معرفة ذات
الله تعالى وتقدّس ، ومعرفة صفاته وأسمائه ، ومعرفة أفعاله وسننه مع عباده. ولما
تضمنت سورة الإخلاص أحد هذه الأقسام الثلاثة وهو التقديس ، وازنها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بثلث القرآن. وعن أنس أن رجلا كان يقرأ فى جميع صلاته «قل
هو الله أحد» فسأله الرسول صلىاللهعليهوسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله إني أحبها فقال: حبك إياها
يدخلك الجنة. أما سبب نزولها فعن أبيّ بن كعب أن المشركين قالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم انسب لنا ربك فأنزل الله تعالى هذه السورة. وعن عطاء عن
ابن عباس قال: قدم وفد نجران فقالوا: صف لنا ربك أزبر جد أم ياقوت أم ذهب أم فضة.
فقال: إن ربي ليس من شيء لأنه خلق الأشياء فنزلت (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ) فقالوا: هو واحد وأنت واحد فقال (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشورى: ١١] قالوا: زدنا من الصفة. قال